على بالي
أسعد أبو خليل
الأربعاء 12 آذار 2025
اختلفت في الأسماء والأشكال. اختلّت موازين القوى لصالح قوى جديدة وقديمة متحالفة مع التحالف السعودي-الأميركي. كما أنّ الهزّة التي أصابت «حزب الله» أضعفَته وحجّمت تمثيلَه الحكومي وقلّصت من تأثيره السياسي.
السلطة الجديدة تتسابق مع نفسها في إسقاط المصداقيّة عنها. هي لم تستطع حتى الساعة أن تأتي بترياق المساعدات الخارجيّة، لكنّها بوقاحة تسارع إلى وقْف المساعدات الخارجيّة الآتية من إيران.
الأوامر الأميركيّة-السعوديّة واضحة: ممنوعٌ أيّ تمثيل مباشر للحزب، كما يُمنع أيضاً السماح للحزب بإعمار الجنوب من موارده الخاصّة عبر إيران. والمقاومة العسكريّة ممنوعة لأنّ حصريّة السلاح وتطبيق مقولة ماكس فيبر-السنيورة باحتكار العنف من قِبل الدولة العنيفة هي السياسة الرسميّة للحكومة.
وعليه، فإنّ العقيدة الجديدة هي «حشْد الطاقات الديبلوماسيّة» من أجل أن يضغط المجتمع الدولي (أي الناتو) على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة.
وسياسة الضغط على إسرائيل أثبتت جدواها في الحرب على غزّة، خصوصاً وأنّ النظام الإماراتي أوضح عندما مضى في سياسة التحالف مع إسرائيل أنّ الاتّفاقات الأبراهيميّة ستسهّل عمليّة الضغط على إسرائيل من أجل تليين سياساتها نحو الشعب الفلسطيني. وبالفعل، فإنّ الضغط الإماراتي ليّنَ من القنابل والصواريخ التي هطلت على غزّة في حرب الإبادة.
لكنّ سياسة الحكومة تثبتُ فشلها يوماً بعد يوم، والرئيس اللّبناني عاد من الرياض خالي الوفاض، بعد وعود هائلة (لكنّه وعد بأنّ الزيارة الثانية أو الثالثة، أو الرابعة في أقصى مدى) ستأتي بثمار عِظام. وجيش العدوّ خطف أمس جنديّاً لبنانيّاً، لكنّ بيان الجيش تحدّث عن «نقل» الجندي إلى الأراضي الفلسطينيّة.
أي إنّ الجيش العدوّ «نقل» الجندي اللّبناني على وسادة، إسهاماً منه في مدّه بوسائل الراحة والضيافة. لا يزال النظام يقتفي أثر نظام أمين الجميّل من دون أن تكون هناك قوّات الأطلسي على الأرض اللّبنانيّة. هل سيُعيد التاريخ الكَرّة؟ وإذا أعادها، أيَّ عاصمة سيقصد الرئيس اللّبناني عندما يلاحظ أنّ فئة من اللّبنانيّين تجلس على فوهة بركان؟